كانت الانتخابات الرئاسيه 2015 بتنزانيا محسومه لمرشح حزب CCM الحاكم "جون ماجوفولي" وكنت وقتها أقيم بجوار صديق تنزاني من اصل عربي متزوج من تنزانيه من أصل هندي وكلما اقترب وقت الانتخابات زاد توترهم لدرجه إنهم جددوا جوازات السفر في حالة وقوع أي شغب ليسافروا فورا للهند.
وفي أسبوع الانتخابات اغلق التنزانيون من أصل عربي وهندي محلاتهم وبعضهم اضاف باب حديدي لمنزله وكانت تخوفاتهم لها جذور تاريخيه مثلما حدث في زانزبار بعد خطابات الكراهيه تجاه العرب والهنود في الستينات وما اعقبها من مجازر.
اصبح ماجوفولي رئيسا لتنزانيا و كان يشغل قبلها منصب وزير الطرق والبنيه التحتيه وبدأ بتصدير صوره محارب الفساد ونصير الفقراء فخفض الانفاق الحكومي وكانت حفله تنصيبه متواضعه جدا وعندما اشتكي الفلاحون من انخفاض سعر الكاجو اقال وزير الزراعه والتجاره وأمر الحكومه بالشراء من الفلاحين بسعر مرتفع 3000 شلن تنزاني بدل من 1500.
وفي لقاء صحفي اعلن ان راتبه 4000 دولار وهو أقل من ربع راتب رئيس كينيا مثلا المجاوره له.
وعلي الجانب الاخر من العالم سأل صحفي بيل جيتس أكبر منفق للأعمال الخيريه في افريقيا (من تطعيم ضد شلل الاطفال لمعالجه الصرف الصحي)
- هل ما تقوم به من أجل الهام الاخرين أم ماهو دافعك ؟
-فأجابه: optimisation
أي تحقيق اقصي استفاده ممكنه من الموارد المتاحه.
لم تحقق تنزانيا خلال عهد ماجوفولي طفرات مثل جارتها روندا رغم ضخامه موارد تنزانيا من ذهب وزراعه وموارد مائيه لكن الخوف من الإنفتاح والتركيز علي قضايا ثانويه كان هو سيد الموقف فجيد ان يقوم رئيس بتنظيف الشارع مع الشعب أو ان يخفض راتبه وراتب الوزراء لكن هل هي اقصي استفاده من الموارد؟
ما بين ماجوفولي وبيل جيتس فرق رؤيه جعلت الأول يفكر في الاحتفاظ بالموارد وتقليل النفقات فهو بشكل أو باخر مدخر متحفظ في وقت يجب أن يستثمر ويحقق اقصي استفاده ممكنه من موارده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق